انتشرت الاصابة بضغط الدم المرتفع خلال السنوات الاخيرة الماضية بشكل كبير في العالم اجمع، ووجدت دراسة جديدة نشرت في المجلة العلمية Circulation ان اعداد المصابين بهذا المرض كان الاكبر في الدول ذات الدخل المنخفض والمعتدل.
فوفقا لنتائج هذه الدراسة فان 30% من سكان الارض مصابين بضغط الدم المرتفع، وان 75% من هؤلاء المصابين يتواجدون في الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل، حيث كانت قد بينت دراسات سابقة ان اعداد الاصابة بضغط الدم المرتفع اخذ بالارتفاع في هذه الدول، والانخفاض في الدول ذات الدخل المرتفع في المقابل.
وجاءت هذه الدراسة بهدف فهم اعمق لاختلاف اعداد الاصابة بضغط الدم المرتفع في دول العالم المختلفة، من اجل المساعدة في بناء ووضع استراتيجيات تساهم في منع والتحكم في المرض. هذا وشمل التحليل 968,419 مشتركا من 90 جولة مختلفة حول العالم.
ويعد ضغط الدم المرتفع من عوامل خطر الاصابة بالعديد من الامراض المختلفة مثل امراض القلب والسكتة الدماغية ومرض الكلى المزمن، والذي ادى الى حوالي 12 مليون وفاة حول العالم بعام 2013.
ووجد الباحثون في عام 2010 ان 1.39 مليار شخصا حول العالم كانوا مصابين بضغط الدم المرتفع، وان 1.04 مليار شخصا منهم يقطنون الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، وهو ما يعادل عدد المصابين بالدول ذات الدخل المرتفع بحوالي ثلاث مرات.
كما لاحظ الباحثون ان معظم حالات الاصابة بالدول ذات الدخل المرتفع كانت من نصيب كبار السن، اي من هم فوق الستين من عمرهم، بينما الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، كانت الاصابة منتشرة بين البالغين الذين تراوحت اعمارهم ما بين 40- 59 عاما.
ويعود هذا الارتفاع في اعداد الاصابة بدول العالم ذات الدخل المنخفض والمتوسط الى انخفاض الاصابة بالدول ذات الدخل المنخفض، اذ وفقا للدراسة، فان اعداد الاصابة بالدول الغنية انخفض ما بين عامي 2000- 2010 بحوالي 2.6%، في حين ارتفعت الاعداد في الدول الاخرى بنسبة وصلت الى 7.7%.
وبعد قيام الباحثون بتحليل اعمق للبيانات وجدوا ما يلي:
- - في عام 2010 اقل من نصف المصابين بالمرض كانوا على علم ووعي بحالتهم الصحية
- - الوعي حول المرض بين المرضى في الدول ذات الدخل المرتفع وصل الى 67% مقارنة مع 37.9% للدول ذات - الدخل المنخفض والمتوسط
- - العلاج للمرض في الدول ذات الدخل المرتفع وصل الى 55.6% مقارنة مع 29% فقط في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط
- - التحكم بالمرض لدى المرضى في الدول ذات الدخل المترفع وصل الى ما نسبته 28.4%، في حين ان نسبة التحكم في المرض في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط لم تتعدى الـ 7.7%.
- - واكد الباحثون ان نسبة الوعي والعلاج والتحكم في المرض ارتفعت في الدول ذات الدخل المرتفع بنسبة ملحوظة ما بين عامي 2000- 2010، لتسجل هذه الدول تقدما كبيرا في هذا السياق، على عكس الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، التي تراجعت فيها القدرة على التحكم بالمرض بين المصابين.
واشار الباحثون بناء على هذه النتائج ان هناك عدد من الاسباب التي تقع وراء هذه الزيادة والارتفاع الملحوظ في اعداد الاصابة بضغط الدم المرتفع في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، ولعل اهمها:
- - النظام الغذائي المتبع في هذه الدول، والذي يعد غني بالصوديوم والدهون والسعرات الحرارية
- - قلة النشاط البدني وممارسة الرياضة
- - ضعف النظام الصحي في هذه الدول وبالتالي القدرة على التحكم بالمرض والسيطرة عليه وادراته بطريقة فعالة.
- واخيرا اوضح الباحثون ان مرض ضغط الدم المرتفع عادة لا تظهر اعراضه على المرضى، لذا يكون من الصعب كشفه في حال عدم الخضوع للفحوصات الخاصة به بشكل منتظم، بالتالي يكون العديد من المرضى في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط غير مشخصين بعد!
وطالب الباحثون بضرورة وضع استراتيجيات عالمية من شانها ان تساهم في خفض اعداد الاصابة بالمرض والسيطرة عليه، وبالاخص في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
المصدر: ويب طب
0 comments:
إرسال تعليق