عثر علماء علم الحفريات على أسنان سمك قرش صغير في فضلات حفرية لإحدى أسماك القرش القديمة التي تعود إلى عصر ما قبل التاريخ، مما دفع إلى الاستنتاج بأن أسماك القرش في تلك الفترة كانت تتغذى على صغارها.
ويعد هذا الدليل النادر على "أكل لحوم الأبناء" الوحيد الذي اكتشفه العلماء نظرا لأن المستقيم في امعاء سمك القرش كان يأخذ شكل مخراز وينتج الفضلات في شكل حلزوني مميز.
وتحتوي قطعة من هذا الفضلات الحفرية، التي عثر عليها في كندا، على سنّة صغيرة من نفس نوع الكائن.
وكانت هذه الأنواع من أسماك القرش المعروفة باسم "Orthacanthus" تعيش في المستنقعات الساحلية، وربما كانت تلجأ إلى أكل لحوم صغارها وقت توسيع نطاق انتشارها.
قروش المستنقعات:
استطاع أودهان أوغوغين، طالب دراسات عليا في جامعة بريستول يدرس حاليا لنيل درجة الدكتوراه في ترينتي كوليدج دبلن، جمع العينة ضمن فريق أبحاث موسع على حفرية سمكة قرش تعود لفترة ما قبل التاريخ على سواحل نيو برونسويك.
وكانت هذه الأراضي، مثل كثير من المناطق في أمريكا الشمالية وأوروبا، قريبة من خط الاستواء وكثيفة من حيث وجود الغابات المدارية.
وأصبحت تلك الأشجار والمستنقعات التي تعود لنحو 300 مليون سنة حاليا صخورا غنية بالفحم، وكانت الحفائر قد عثر عليها في موقع أقدم مناجم الفحم في أمريكيا الشمالية والذي افتتح عام 1639.
وقال أوغوغين إن أهمية بحثه، الذي نشرت عنه دورية "باليونتولوجي" العلمية المعنية بعلوم الحفريات، تتمثل في تسليط الضوء بالتأكيد على أسماك القرش آكلة اللحوم.
وأضاف لبي بي سي : "درس آخرون نظامها الغذائي وتوصلوا إلى تغذيها على بعض البرمائيات".
وقال : "ثمة أدلة أخرى تشير إلى أن أسماك القرش هذه كان تأكل أنواع أخرى من أسماك القرش تعرف باسم Xenacanth. لكن هذا يعد أول دليل لدينا يشير إلى أنها كانت تأكل صغارها أيضا".
وقال : "تحتوي أسماك القرش هذه على أسنان ثلاثية مميزة، فضلا عن نتوءات حادة (أنياب) صغيرة تبرز من الِسن. ونحن على ثقة إلى حد ما من هذا الاكتشاف".
وأضاف أن هذا الدليل غير مسبوق، كما أن أسماك القرش المعاصرة التي تعيش في منطقة مشابهة في المستنقعات الساحلية والبحار الضحلة معروف عنها أنها تتغذى على صغارها عندما تقتضي الضرورة.
وقال : "تميل أسماك القرش إلى تنويع نظامها الغذائي. فهي من الآكلات التي يصعب إرضاؤها".
خطوة استثنائية
قال هوارد فالكون-لانغ، المشرف المشارك في الدراسة من جامعة رويال هولواي بلندن، إن الاكتشاف يشير إلى أن أسماك القرش التي كانت على شاكلة ثعابين الماء كانت تعاني نقصا في الغذاء.
وأضاف لبي بي سي : "كانت تأكل اللحوم، ثم أصبحت تأكل لحوم صغارها على نحو خاص، وهذا يعد أمرا غير عادي نسبيا".
وقال : "عثرنا على ذلك في أنظمة بيئية معقدة، كان يندر بها الغذاء، ومن الواضح أن خطوة تغذيها على الصغار كانت استثنائية".
وفسر فالكون-لانغ ذلك قائلا إن هذه الفترة الزمنية كانت وقت غزو (بالنسبة لاسماك القرش)، وكانت الأراضي غنية بالنباتات لكنها كانت شحيحة من حيث وجود الحيوانات، وكانت الوحوش المائية من أمثال أسماك القرش هذه تتوسع من مناطق وجودها لتصل إلى المياه العذبة.
وأضاف : "نعتقد أن جانبا من هذه القصة يتعلق بهذه الفترة المتمثلة في غزو المياه العذبة، وكانت أسماك القرش تتغذى على لحوم صغارها حتى تجد موارد تساعدها في استمرار التوسع واكتشاف المناطق الداخلية في القارة".
المصدر: BBC
0 comments:
إرسال تعليق